والمقصود: أن يضع الداعية أداة الاستفهام قبل خطابه، وكلمات الرجاء والترجي في كلامه، وما شابه ذلك، حتى يُحْلِيَ أسلوبه، فلا يكون مراً، ويُرَطّب خطابه، حتى لا يكون جافّاً ..
والمتأمل لأسلوب القرآن الكريم يجده مشحوناً بهذا الأسلوب الهادف، والتعبير الممتع .. حتى مع الكافرين .. ومع أشد الناس عداوة لله وللمؤمنين.
فاقرأ إن شئت قوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ .. }. [القلم: 25 - 26]
استفهامان متتاليان .. يهزان الضمير، ويحرضان العقل .. ويقرران الحق، بأسلوب مقبول، وتعبير مثير، يدفع العاقل للإقرار والتسليم.
وقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحَانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ} [الطور: 43]
وقال تعالى: {أَوَلا يَذْكُرُ إلإِنْسَانُ أَنّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً} [مريم: 67].
وقال تعالى مراراً: {أَءِلَهٌ مّعَ اللهِ .. }.
وقال تكراراً: {أرأيتم .. }، {أرأيت .. }.
وقال كثيراً: {لعلّ .. }، {لعلّهم .. }.