والمقصود بالتأصيل كذلك: معرفة أحكام الكليات، وفهم العموميات، وضوابط الدليل، وأسس الاتباع، وتوضيح معنى الابتداع، وأنواع الخلاف ومواقفه، ومتى يجب الاتفاق، ومتى يسوغ الاختلاف والافتراق، ومتى يكون الاجتهاد خطأً، ومتى يكون الرأي انحرافاً وضلالاً.

ومن التأصيل المنهجي: معرفة قواعد الوصول إلى الحق (?)، والتفريق بين الدليل وبين التزيين (2)، وفهم قواعد المصالح والمفاسد حين التعارض، فيما بينها وبين النصوص، وفيما بين بعضها بعضاً.

والتأصيل في مجال الدعوة يعني: وجوب معرفة أصولها، وقواعدها، وآدابها، ومواقفها من كل فرد، ومن أنواع المجتمعات، ومعرفة أحكام وسائلها، وطرق أساليبها، كل ذلك يجب على الداعية أن يتعلمه، ويتربى عليه، قبل أن ينطلق في دعوته، وهو لا يعرف أصولاً، ولا يحسن سلوكاً، ولا يدرك حكمة، وإلا كان إفساده أكثر من إصلاحه، وصدود الناس عنه كان أكبر من إقبالهم، وسيُتكلم تفصيلاً عن هذا في فصل منهجية الدعوة.

إن فقدان هذا المَعْلَم - معلم التأصيل - جرّ على بعض المسلمين اضطراباً في التفكير، وانحرافاً في المنهج، وخللاً في الدعوة، فجعلهم يتعلقون بالعاطفة والتزيين (?)، لا بالبرهان والدليل، وفهم للتمحور حول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015