ثم إن تارك المستحب لا يعاقب، فكيف إذا ترك المستحب لوجه الله عز وجل، فلعله مأجور بهذا الفعل وإن تركه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من ترك أمراً لله عوضه الله خيراً منه)) (?).
كما يشرع للداعية تأخير الواجب المطلق (?)
لتحصيل ما هو أوجب، أو تحقيق مصلحة، أو دفع مفسدة، وقد فعل هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مرة، لمصلحة الدعوة تارة، ولمصلحة المسلمين تارة أخرى، من ذلك مشروعية الجمع بين الصلاتين رفعاً للحرج.
وأما في باب الدعوة فكامتناعه - صلى الله عليه وسلم - عن قتل عبدالله بن أبي بن سلول، وقد استحق ذلك، وصرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن العلة في ذلك، خشية أن تشوه سمعة المسلمين ((دعه، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)) (?)
وكتأخير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل ثمامة رضي الله عنه قبل أن يسلم، وقد استحق القتل، رجاء دعوته، وتحسين سمعة المسلمين خارج منطقتهم (?).