فليس لنا أسوة يجب اتباعها، والتأسي بها، ويُدعى إليها، غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُ الْهُدَىَ وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلّىَ وَنُصْلِهِ جَهَنّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115]
فليس للمسلمين منهج، ولا طريقة غير منهج المؤمنين وطريقتهم يوم نزل القرآن، والمؤمنون المقصود بهم في هذه الآية - بالضرورة الشرعية، والتاريخية، والواقعية - هم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم من تبعهم على منهجهم.
فمن دعا إلى غير كتاب الله تعالى، وإلى غير سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وإلى غير منهج الصحابة، كانت دعوته دعوة حزبية مردودة، وهي دعوة إلى السُّبل مرفوضة.
قال تعالى: {وَأَنّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلا تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ} [الأنعام: 153]
وجاء تفسير هذه الآية عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أحسن تفسير، فعن عبدالله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطاً، ثم قال: ((هذا سبيل الله))، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: ((هذه سبل))، قال يزيد: متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم