إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله! حين رأيت الرجل، قلت له: كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ياعائشة متى عهدتني فحّاشاً، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شرّه)) (?).

والمداهنة: هي قول الباطل، مسايرةً لقائلهِ أو فاعله، أو المشاركةُ فيه مصانعةً لأهله، أو السكوتُ عنه مع القدرة على القول أو الفعل، أو الامتناع عن قول الحق مع القدرة عليه، لمصلحة غير شرعية، شخصية كانت أو غيرها (?).

وقيل: المداهنة: إظهار خلاف ما يبطن، مسايرةً لأهل الباطل (?).

وقيل: هي كتمان الحق في مقام يجب بيانه (?).

وهذا مما حرمته الشريعة، وشنعت على فاعله، وجعلته كبيرةً من الكبائر، قال تعالى: {وَدّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9].

وقال سبحانه: {إِنّ الّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَالْهُدَىَ مِن بَعْدِ مَا بَيّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ} [البقرة: 159]

وقال تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيّنُنّهُ لِلنّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ... } [آل عمران: 187]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015