إن هذا العقاب الرادع من الله لمخالفته منهج الدعوة إلى الله، وتنصيب الداعية نفسه مكان الله يصدر الأحكام؛ فهذا لا يدخل الجنة .. وهذا لا يغفر له .. وهذا .. ! ! فهل بعد عقوبة إحباط العمل من عقوبة؟ ! ؟ .
إن غياب هذه القاعدة الشرعية عن كثير من الدعاة، جعلهم يتجاوزون حدود الدعوة إلى محاسبة العباد الحكم عليهم، تكفيراً وتفسيقاً .. تصنيفاً وتبديعاً .. بل وتقتيلاً، مما له عواقب سيئة في الدنيا والآخرة (?).
وترى جُلَّ همه تتبع العثرات .. وتصيّد الهفوات .. ثم الفضح والتشهير ... ثم الحكم والتنفيذ ...
تتجلى هذه القاعدة في منهج الأنبياء الذين لم تتجاوز طريقتهم الدعوية ما ذكرنا.
فهذا نوح عليه الصلاة والسلام مكث تلك المدة الطويلة، لا يتجاوز التبشير والإنذار، وتعليم من آمن واهتدى.