سبق أن ذُكر: أن الإيمان يقذف في القلب حب الاستجابة، والمسارعة إلى الطاعة، والحلاوة في العبادة، واللذة في المناجاة ..

لذلك أمر الله به قبل الأعمال، وكان سبحانه يُذكّر المؤمنين به قبل أمره ونهيه.

قال تعالى: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِى نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِىَ أَنَزلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلالاً بَعِيداً} الآية [النساء: 136].

فقدّم سبحانه الأمر بالإيمان على كل عمل.

وقال تعالى: {{قُل لّعِبَادِىَ الّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصّلاةَ .. } الآية [إبراهيم: 31].

أي: ما دمتم آمنتم، وبنيتم قواعد دينكم .. فابدؤوا بالأعمال، فإنها من لوازم إيمانكم.

ومثل هذا كثير في القرآن الكريم، ومنه كل كلام لله فيه: ((يا أيها الذين آمنوا ... ))، فنداء المؤمنين بوصفهم، يثير في النفس كوامن هذا الوصف، وهو هاهنا، ((الإيمان)) الذي يدفع نحو الاستجابة لما بعد النداء، من أمر أو نهي ..

ومثل ذلك قوله تعالى -بعد أن يأمر أو ينهى-: { .. ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الاخِرِ .. } الآية [التحريم: 2].

فمن لم يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتأثر بموعظة، ولا يستجيب لطلب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015