وخاطب العُصاة المسلمين بما يتناسب وإيمانهم، وتسليمهم لأمر ربهم، فتارة يُخاطبهم بما في قلوبهم من إيمان فيقول: {أَلَمْ يَأْنِ لِلّذِينَ آمَنُوَا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ} الآية. [الحديد: 16]
ويقول: {ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الاخِرِ}. الآية [الطلاق: 2]
وتارة يُخاطبهم بالترهيب كقوله تعالى: {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِىَ مِنَ الرّبَا إِن كُنْتُمْ مّؤْمِنِينَ * فَإِن لّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ... } الآية. [البقرة: 278]
وقوله تعالى: {يَعِظُكُمُ اللهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ}. [النور: 17]
وقوله تعالى: {فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مّنْ رّبّهِ فَانْتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. [البقرة: 275]
ولما حرَّم الله الخمر، ختم ذلك بقوله تعالى {فَهَلْ أَنْتُمْ مّنتَهُونَ}. [المائدة: 91]
وخاطبهم بالترغيب بقوله سبحانه: {قُلْ ياعِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىَ أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رّحْمَةِ اللهِ إِنّ اللهَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ} [الزمر: 53]
وبقوله: {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا تُوبُوَا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نّصُوحاً عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ}. [التحريم: 8]
وتارة يجمع سبحانه بين الترغيب والترهيب في نص واحد.