فجعل سبحانه الصبر والتقوى أهم أسلحة الداعية في مواجهة الفتن، والثبات على الحق.

الصفة الثانية: العلم والفقه بما يدعو إليه:

إن من أعظم ضروريات الدعوة إلى الله تعالى أن يكون الداعية عالماً بعامة، مدركاً لما يدعو إليه، فقيهاً فيه بخاصة.

قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. [يوسف: 108]

والبصيرة أخص من العلم العام، وفيها معنى زائد عليه، فهي تعني: البينة والإدراك، والوضوح، والفهم، واليقين .. (?)

ومن البصيرة؛ أن يدرك الداعية عوقب الأمور، وأن لا يغفل عن النتائج في أقواله وتصرفاته.

قال ابن تيمية: (فلابد من هذه الثلاثة: العلم، والرفق، والصبر، العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه، والصبر بعده، وإن كان كل من الثلاثة مستصحباً في هذه الأحوال؛ وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعاً؛ ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد: "لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يأمر به؛ فقيهاً فيما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015