{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} 1.
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} 2.
{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} 3.
{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد} 4.
{وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} 5.
وكلها آيات توجه القلب لهذه الحقيقة الضخمة في بنية الكون وبنية النفس: إن الله وحده هو الخالق. والله وحده هو المدبر. والله وحده هو الذي يصرف الأمور. ولا قوة سوى قوته. ولا تدبير سوى تدبيره. وكل من عداه مخلوقات هزيلة ضائعة فانية لا تملك لنفسها شيئًا فضلًا على أن تملك للآخرين. النفع والضر بيده وحده. لا ينفع أحد إلا بإذنه، ولا يضر شيء إلا بإذنه. الرزق بيده. والموت والحياة بيده. والبعث والجزاء بيده. {بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 6.
وكما يوجه القلب إلى قدرة الله المبدعة، وقدرته القاهرة، كذلك يوجهه إلى علم الله الشامل الذي لا يند عنه شيء في السموات ولا في الأرض، ولا في داخل النفوس:
{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ، وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} 7.
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ، سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} 8.