إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} 1.

وهي نظافات متعددة في كل باب.

فالخشوع في الصلاة والمحافظة عليها نظافة في التعامل مع الله ونقاء في السريرة.

والإعراض عن اللغو نظافة في الفكر والضمير واللسان، وصون لها عن التفاهات والانحرافات.

والزكاة تنظيف للنفس من شح المال.

وحفظ الفروج نظافة من دنس الشهوة التي تدنس الفرد وتشيع الفاحشة في المجتمع فتدنسه.

ورعاية الأمانة والعهد نظافة في التعامل مع الناس واستقامة في الطبع وصدق وإخلاص.

وكلها من سمات الإنسان المؤمن الصالح الذي يربيه الإسلام.

وهو شخص حساس للجمال. ولكن على نظافة واعتدال.

إن طول مصاحبته للقرآن والحياة الدائمة في جوه قد فتحت بصيرته على مجالي الجمال في الكون، وأحدثت في نفسه حساسية مرهفة لكل شيء حي وكل شيء جميل.

الليل والنهار. والسماء والنجوم. والنبات المتفتح والطير والحيوان. كلها آيات من الجمال في الكون، وكلها يلمس الحس ويثير الوجدان.

وفي نفسه حس شاعر يلتقي بالجمال في كل هؤلاء.

ولكنه لا يقع في الفتنةِ. لا يقع في فتنة الأجساد الجميلة والوجوه الفاتنة إلا في حدود ما أباح له الله. فهنا قيد من النظافة قد تعمق في حسه وقنع به وارتضاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015