السنة في اللغة: هي الطريقة والسيرة حسنة كانت أو قبيحة (?)، ومنه قوله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} [الإسراء: 77]، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» (?)، ومنه أيضاً قول خالد بن عتبة الهذلي:
"فلا تجْزَعَنْ من سيرةٍ أنت سرتها ... فأول راضٍ سنة من يسيرها" (?)
أما في الاصطلاح: فتطلق على عدة معانٍ، بحسب اختلاف أغراض مستعمليها، والذي يهمنا هنا هو اصطلاح الأصوليين والمحدثين:
فالسنة عند الأصوليين هي: ما صدر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير، مما يصلح أن يكون دليلاً لحكم شرعي (?).
أما عند المحدثين فهي: كل ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية