ثانياً: الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق:
فقد تضمنت شريعة النبي - صلى الله عليه وسلم - أموراً عظيمة، يقطع الإنسان أنها لا يمكن أن تكون إلا من خالق عليم حكيم (?).
قرر جمال الدين السرمري رحمه الله أثر توحيد الربوبية وثمراته على العبد مما يبين أهمية هذه المسألة.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره في أول دواء الهم والغم والحزن فقال: "وهذه الأدوية تتضمن خمسة عشر نوعاً من الدواء فإن لم يقوى على إذهاب الهم والغم والحزن فهو ذا قد استحكم وتمكنت أسبابه ويحتاج إلى استفراغ كلي: الأول: توحيد الربوبية ... " (?).
وقال في موضع آخر في بيان أن السحر أكثر ما يصيب ضعيف التوحيد: "وعند السحرة إنما يتم سحرهم في القلوب الضعيفة المنفعلة والنفوس الشهوانية التي معلقة بالسّفليات، ولهذا
غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال وأهل البوادي، ومن ضعف حظه من الدين والتوكل والتوحيد ... " (?).
وقال في موضع آخر في أن التوحيد من أعظم الوسائل إلى الله تعالى: "فالاعتراف بالعبودية والإخلاص في الخضوع والذل وإظهار الفقر والحاجة من أعظم الوسائل إلى الله تعالى" (?).