يسعى هذا الكتاب إلى دراسة" منهج الإمام محمد الطاهر بن عاشور فى تفسيره المسمى التحرير والتنوير" وقد صدّره بمقدمات تعين القارئ والدارس على فهم الكثير من القضايا المتصلة بعلوم القرآن الكريم، وقد حدّد ابن عاشور فى هذه المقدمات وسائل التفسير التى أقام عليها منهجه سواء التفسير بالرواية أم التفسير بالدراية فيما ذكره من أقوال وما أبداه من آراء وما استعرضه من روايات.
وجرى تقسيم هذا الكتاب على أربعة أبواب وخاتمة.
الباب الأول: ابن عاشور ومصادر الكتاب: ودار الحديث فيه حول ترجمة حياة ابن عاشور بقدر ما أتيح من مصادر، وكان الاعتماد الأول فى ذلك على ما جاء فى المقدمة التى تصدرت التحرير والتنوير، وعلى ما وجدناه من عبارات تلقى بعض الضوء على سيرته الذاتية وما تولاه من مناصب قضائية وعلمية، وما انعكس فى كتابه هذا من تنظيم، وما اتخذه من مواقف وآراء فى المجالات المختلفة، كذا دار الحديث حول بواعث تأليف هذا التفسير والمصادر التى اعتمد عليها، وهى كثيرة متنوعة، فأتينا ببعض الأمثلة من كل نوع على سبيل تعريف القارئ وتقدير الجهد المبذول من قبل صاحب التفسير، حتى أننا اعتبرنا أن تعدد المصادر وكثرتها على النحو الذى رأيناه وموقفه من كتب التراث من مقومات منهج التفسير عنده.
الباب الثانى: منهج الطاهر بن عاشور فى التفسير بالرواية: وكان الحديث فيه أولا حول خطته فى تفسير السور، ثم تحديد