والرأس فيكون مستعارا هنا لإشراف المشركين، أى ليقطع من جسم المشرك أهم أعضائه، أى ليستأصل صناديد الذين كفروا، وتنكير (طرفا) للتفخيم (?).

وكل ذلك معان جديدة لم تأت فى شعر عصور الاحتجاج، وإنما عرفها الشعر بعد ذلك، حيث نضجت علوم البلاغة وألوان التعبير وموضوعاته المختلفة، فلم يكن للمحبوب هيبة الإجلال فى العصر الجاهلى أو ما تلاه من عصور الاحتجاج، كما لم يكن هناك محبة الخالق التى توجب اتباع شريعته، أو تصوير لأحوال بعض الأمم التى عبدت آلهتها عن خوف دون محبة مثلما ورد فى تفسير قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.

وفى المثال الثانى عند تفسير قوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ وما فيه من تشبيه بليغ كما أجمع عليه أصحاب البلاغة، حيث استعان ابن عاشور ببيتى ابن العميد فى توضيح ما ذهب إليه هؤلاء، فمتى ذكر المستعار منه، أو المستعار له فى جملة الاستعارة فهو تشبيه، وإذا كان المستعار غير مذكور ابتنى التشبيه عليه، ولم يكن ذلك مانعا من الاستعارة كما جاء فى بيت أبى الحسن بن طباطبا وذلك من فنون البديع التى نضجت فى عصر ابن المعتز (?) وقدامة بن جعفر (?)، وأبى الهلال العسكرى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015