فقال: كم يعتري محمد بن يحي الحسد في العلم، والعلم رزق الله يعطيه من يشاء، فقلت: هذه المسألة التي تحكى عنك.. قال: يا بني هذه مسألة مشؤومة رأيت أحمد بن حنبل وما ناله في هذه المسألة!

وجعلت على نفسي أن لا أتكلم فيها.

قال الذهبي: " المسألة هي أن اللفظ مخلوق، سئل عنها البخاري، فوقف واحتج بأن أفعالنا مخلوقة واستدل لذلك ففهم منه الذهلي أنه يوجه مسألة اللفظ، فتكلم فيه. وأخذه بلازم قوله هو وغيره " (?) .

وقد أظهر البخاري في هذه المحنة صبراً لا مثيل له. فقد كان كثيراً من أصحابه يقولون له: إن بعض الناس يقع فيك فيقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ((?) ، ويتلو أيضاً: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ((?) .وقال له بعضهم: كيف لا ندعو على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويتهمونك؟ ! فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اصبروا حتى تلقوني على الحوض " (?) . وقال: " من دعا على ظالمه فقد انتصر " (?) .

وقال له بعضهم: يا أبا عبد الله إن فلاناً يكفرك فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما " (?) . وكان في هذه المحنة هجيراه من الليل يردد قوله تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015