بالصبح ركع ركعتين خفيفتين] أخرجه في الموطأ1، ومن طريق مالك أخرجه البخاري2، وأبو داود3، والنسائي4. فلم يذكر مالك الوتر بخمس ركعات لا يجلس في شيء إلا في آخرها.
فذكر ابن رجب أنه قد تَكلم في حديث هشام هذا غيرُ واحد5. قال ابن عبد البر عن الرواية المخالفة لرواية مالك: "إنما حدث به عن هشام أهل العراق، وما حدث به هشام بالمدينة قبل خروجه إلى العراق أصح عندهم، ولقد حكى علي بن المديني عن يحيى بن سعيد القطان قال: رأيت مالك بن أنس في النوم فسألته عن هشام بن عروة، فقال: أما ما حدّث به عندنا ـ يعني بالمدينة قبل خروجه، فكأنه يصححه، وأما ما حدث به بعد خروجه من عندنا فكأنه يوهنه" 6.
ولعل تخريج الإمام البخاري لحديث هشام من طريق مالك وإعراضه عما يخالفه من رواية أهل العراق عن هشام مبني على هذا الاعتبار.
لكن قد روى الحديث جماعة ممن سمع من هشام بالمدينة بمثل رواية أهل العراق، منهم الليث بن سعد، وحديثه عند أحمد7، والطحاوي8؛ ويحيى بن سعيد القطان، وحديثه عند أحمد9، وابن خزيمة10، وكان سماعه من هشام