منهج الاعتدال (صفحة 58)

الثالث: الحكمة والرفق بهم رجاء هدايتهم، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: (125)]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه)) ... [رواه البخاري في الأدب المفرد: (601) واللفظ له والترمذي: (1974) عن أنس وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1607)].

وقال لعائشة عندما ردت على اليهود: ((مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش)) [البخاري: (6030)].

ثم إن اتصاف الداعية بالآداب الإسلامية، من اللطف والحكمة والرفق، وحبه هداية الخلق إلى الحق، وألا يكون للنفس والتشفي والانتقام نصيب، إن اتصاف الداعية بذلك، يساعدهم على قبول الحق، وإذا أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالرفق مع اليهود شر الخلق، فمن باب أولى أن يكون مع مسلمين أخطأوا الطريق (?).

الاستشهاد بقول أهل البدع.

لما كان أهل البدع أو من وقع في البدع متفاوتين -كما سبق- فإنه من الصعوبة بمكان ضبط مسألة الاستشهاد بقولهم، ولكن يمكن تقرير ما يلي:

- ينبغي الإعراض عن الاستشهاد، إذا كان تقع به ريبة، أو تكون ثمة شبهة.

- لا يجوز الاستشهاد بأقوالهم، إذا ترتب على ذلك مفسدة، من تغرير، أو انتشار لضلالهم، أو غير ذلك.

- لا مانع من الاستشهاد بقولهم، إذا ترتب على ذلك مصلحة، واندفعت مفسدة الاغترار بهم، بواقع حال، أو بتنبيه مقال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015