منهج الاعتدال (صفحة 209)

الأسلوب: أنواعه، وحكمه

أسلوب البيان، وأسلوب الدعوة (?)، وأسلوب الخطاب، مطلق اجتهادي غير توقيفي، بشرطين:

الأول: أن يخاطب الناس بما يعقلون، قال علي - رضي الله عنه -: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله) [البخاري معلقاً (127 - 1: 59)].

أي: يخاطب كل حسب مستواه، كل حسب علمه، فلا يبحث -مثلاً- مع العامة ابتداءً بعض صفات الله التي ستفهم فهماً خاطئاً، كعدد أصابع الرحمن.

الثاني: أن لا يكون فيه لبس أو إيهام. (?)

تنوع الأساليب العربية:

مما هو معروف في لغة العرب، لغة البيان، ولغة الوجوه، ولغة الإعجاز، تنوع أساليب المحاورة، واختلاف وسائل الخطاب والإقناع، ومن ذلك: جواز إسقاط (هب) من التعبير، تنبيهاً للسامع، أو حكاية قول الخصم دون نسبته إليه؛ شداً للانتباه، أو إقرار المناظر على خطأ، تنزلاً للكرّ عليه ونقضه، أو تعليق أمر بمحال، بياناً لأهمية وجوبه أو حرمته، وهذه كلها أساليب عربية مبينة، ووسيلة خطاب بليغة، قد وردت في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وخطابات العرب، لا ينكرها من كان عنده علم، أو تأمل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015