ثم إنه من البدهي بعد اهتداء الناس إلى الحق، أن يتبين لهم من هو ابن تيمية، ومن هو ابن عبد الوهاب. (?)
مثال ذلك:
هل من الحكمة أن نأتي إلى بلد مثل "تركية" مثلاً، وهم يعتقدون ما يعتقدون في ابن تيمية، وابن عبد الوهاب، ونبدأ معهم بدفع الشبهات عنهما، وندخل في جدالات طويلة: تضيع أوقاتنا، وتهدر طاقاتنا، ولا ثمرة لها كثمرة البدء بالتأصيل، بل إن من الحكمة والواجب الرحمة بالعباد، أن يكون البدء بالدعوة معهم بآيات توحيد الربوبية، حتى يؤمنوا إن كانوا كافرين، ثم بتوحيد الألوهية، وأحاديثها، حتى ينقذهم الله من الشرك، ثم بآيات الأسماء والصفات ومروياتها، ثم بأدلة الاتباع، ومرويات السلف، والأئمة الأربعة، حتى ينجيهم الله من الابتداع، ندعو إلى ذلك، دون أن نبدأ بالدعوة إلى أعيان هذه الدعوة المباركة ابتداء، إذ ليسوا هم المقصود من دعوتنا (?).
من أعظم الدعوات التي سارت على منهج الطائفة المنصورة، علماً وعملاً، دعوة وحكماً، وآتت ثمارها أضعافاً، هي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
ولقد ضُرب المثل العظيم في هذه الدعوة، بتعاون العلماء العاملين، مع الأمراء الصادقين من آل سعود -رحم الله تعالى الأموات منهم وحفظ الأحياء، وثبتهم على الحق والهدى- فكان ثمار هذا التعاون، دعوة وإيماناً، تمكيناً وأماناً.