الجاهلية جاهليتان:
جاهلية الأعمال، وجاهلية الاعتقاد.
فأما الأولى: فهي كل عمل من أعمال الجاهلية يصدر من المرء من غير الشرك، أو الاستحلال، أو مكفر آخر.
وأما جاهلية الاعتقاد: فهي الاعتقاد بشرعية هذه الأعمال الجاهلية واستباحتها، وما يترتب على ذلك من رد الشرع، واستباحة المحرمات إلى غير ذلك من التفصيل.
وأما وصف المجتمعات المعاصرة وما يقع فيها، بـ (جاهلية الأعمال، وبعضها جاهلية القلوب) [في كتاب التيه والمخرج (69)]. فهو قول مضبوط -لمن يرى- بضوابط الشرع، وليس عليه غبار إلا من غبَّر عينيه بغبار الترصد.
ومع ذلك فقد غض الطرف عن هذا الضبط بعض المترصدين، وراح يغرِّب ويشرِّق، ويحمل الكلام على ما يشتهي، وما منه يتوسوس، والله حسيبه في الدنيا والآخرة (?).