وَنفي الجوهرية والعرضية والجهة والجسمية ... إِلَى آخر المصطلحات البدعية الَّتِي جعلُوا نَفيهَا أصولاً وأنفقوا الْأَعْمَار والمداد فِي شرحها ونفيها. وَلَو أَنهم قَالُوا: الْكَوْن مَخْلُوق وكل مَخْلُوق لابد لَهُ من خَالق لَكَانَ أيسر وأخص, مَعَ أَنه لَيْسَ الدَّلِيل الوحيد, وَلَكنهُمْ تعمّدوا مُوَافقَة الفلاسفة حَتَّى فِي ألفاظهم (?).

الثَّالِث: التَّوْحِيد:

التَّوْحِيد عِنْد أهل السّنة وَالْجَمَاعَة مَعْرُوف بأقسامه الثَّلَاثَة, وَهُوَ عِنْدهم أول وَاجِب على الْمُكَلف، أما الأشاعرة قدماؤهم ومعاصروهم, فالتوحيد عِنْدهم هُوَ نفي التَّثْنِيَة أَو التَّعَدُّد وَنفي التَّبْعِيض والتركيب والتجزئة أَي حسب تعبيرهم "نفي الكمية الْمُتَّصِلَة والكمية الْمُنْفَصِلَة", وَمن هَذَا الْمَعْنى فسروا الْإِلَه بِأَنَّهُ: الْخَالِق أَو الْقَادِر على الاختراع,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015