الفصل الثاني: كتابة السُّنَّة في العهد النبوي

يزعم بعض أهل العلم غير المتخصصين في الحديث الشريف وعلومه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن كتابة السُّنَّة وتدوينها، وغاب عن هؤلاء وأمثالهم أن كل الأحاديث المرفوعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النهي عن الكتابة ضعيفة الإسناد1، باستثناء الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من طريق همام، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تكتبوا عني غير القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه" 2.

وحتى هذا الحديث أعلَّه الخطيب البغدادي، فزعم أن المحفوظ عن أبي سعيد الخدري من قوله موقوفًا عليه وليس مرفوعًا3.

وعلى اعتبار صحته مرفوعًا -وهو ما أرجحه- فإن هناك أحاديث في أعلى درجات الصحة جاء فيها تصريح النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإذن بالكتابة؛ منها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015