الخطبة: مأخوذة من المخاطبة، وهي: طلب المرأة للزواج، يقال: خطب فلان إلى فلان ابنته: أي طلب منه الزواج بها، قال تعالى: «وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ (البقرة: 235)» (?).
ومن هذا التعريف يتبين أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج وليست زواجا، فالمخطوبة لا زالت أجنبية عن الخاطب، لا تكشف شيئا من عورتها أمامه، ولا تخلو به، ولا تخرج معه، ولا تصافحه لأن مصافحة المرأة الأجنبية حرام كما سيأتي بيانه.
وربما يترك الخاطب المخطوبة، فهناك أعراف لا ترحم الرحماء.
فيقول الناس: كانت تخرج معه، وتخلو به، فتصبح في أعرافهم كأنها مطلقة بعد الدخول.
ولذلك لا ينصح بإطالة فترة الخطوبة لأن في إطالتها مظنة الفساد، والفساد يأتي من كثرة زيارة الخاطب لربما اصطدم مع أهلها بكثرة طلباتهم، ولربما شعروا بثقل زياراته المتكررة، وكثيرة هي المشاكل التي تنشأ بين الخاطبين، فيكون مصير ذلك وأد الحياة الزوجية قبل بدايتها.
وقد يصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، لأن النفس الإنسانية أمارة بالسوء، فقد يترك الخاطب مخطوبته وقد حملت منه، فماذا تفعل بالجنين بعد ذلك، أتمسكه على هون أم تدسه في التراب؟
وكيف تحل مشكلة كهذه بعد ذلك؟!
لذلك جاء الإسلام بالتحذير الشديد من الخلوة بالنساء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما