فمثلا: إذا ذكرت امرأة ومدحها الناس لجمالها أو لعلمها أو لدينها وأخلاقها أو لشيء تتميز به، فإن بعض قلوب السامعين يتعلق بها دون أن يكون له قصد أو دخل في هذا.
وقد يرى الرجل المرأة بنظرة عابرة فيحصل هذا الذي يجده في قلبه من حبها، والتعلق بها، ويتمنى أن تكون زوجته.
وقد يكون العكس فالمرأة قد يذكر أمامها رجل، بصفات مثالية من خلق ودين وعلم وغير ذلك، أو تراه وتعجب لشيء فيه فيدخل في قلبها وتتمنى أن يكون زوجا لها.
وهذا النوع من الحب: لا يأثم به المسلم لأنه خارج عن إرادته.
وهذا الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من ربه أن يسامحه عليه: ميل القلب الذي لا يملكه الإنسان.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل، ويقول: «اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ» رواه أبو داود: 2134.
وقال الشوكاني: صححه ابن حبان والحاكم (?)، وضعفه الألباني.
النوع الثاني: ما كان القلب فيه مختارا، وتسرح فيه الجوارح بما تشاء من كلام وغزل ومراسلات، وأحيانا اختلاط وخلوة، مما يدمر البيوت ويذر الديار بلاقع، ويسبب العداوة والبغضاء فيما بين الناس. ولعل هذا الذي يقصده أكثر الشباب في أسئلتهم.
وإقامة هذا النوع من الحب كانت وسائله في القديم قليلة، لا بد فيها من اللقاء بين الرجل والمرأة، أو على الأقل وجود من يسوق مثل