والبهاء، ولولا أنه ادعى لذلك الغلام معنى الشمس الحقيقي وجعله شمسًا على الحقيقة لما كان لهذا التعجب معنى، إذ لا تعجب في أن يظلل إنسانٌ حسنُ الوجه إنسانًا آخر، وإنما العجب في تظليل الشمس إياه؛ لأنها سبب لنفي الظل وإذهابه لا لثبوته.
ونظيره قول الشريف أبى الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا:
لا تعجبُوا مِن بلى غِلالَتِهِ ... قد زرّ أزرَاره على القمر
فلولا أنه جعله قَمرًا حقيقيا لما كان للنهي عن التعجب معنى؛ لأن الكتان إنما يُسرع إليه البلى -في زعمهم- بسبب ملابسة القمر الحقيقي لا بملابسة إنسان كالقمر في الحسن.
ونظيره قول الآخر:
ترى الثيابَ مِنَ الكتَّانِ يلمحُها ... نورٌ مِنَ البدر أحيانًا فيُبليها
فكيف تُنكر أَن تبلى معاجُرها ... والبدر في كل وقت طالع فيها
ومن هذا القبيل قول أبي الطيب:
نحن قوم مِنَ الجن في زيِّ ناسٍ ... فوق طيرٍ لها شخوص الجمال
فإنه ادعى أنه هو وجماعته قوم من الجن وأن مراكيبهم طيرٌ على هيئة شخوص الجمال.
فالجواب: أنا نقول أولاً: أنتم أيها القائلون بالمجاز أنتم (?) الذين تناقض قولكم مع أنكم تعرفون حقا أن الغلام ليس شمسًا حقيقية