قَال ابن عَبَّاسٍ: يُذْكَرُ بِخَيْرٍ {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)} [الصافات: 130 - 132]. يُذكَرُ عَنِ ابن مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ.
[فتح 6/ 373]
(باب: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)}) إذ منصوب باذكر مقدرًا. ({قَال لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا}) اسم لصنم لهم من ذهب. ({وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}) أي: تتركونه. ({اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)}) برفع الثلاثة على الاستئناف، وبنصبها على البدل من أحسن. ({فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)}) أي: في النار. ({إلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129)}). أي: ثناء حسنًا وإليه أشار بقوله: (قال ابن عباس: يذكر بخير) أي: إلياس. ({سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)}) بفتح الهمزة ومذها بإضافة (إِل) إلى (ياسين) والمراد: إلياس وقرئ بكسرها وقصرها على لغة في إلياس. الضمير في (إنه) لإلياس. (أن إلياس هو إدريس) بناه قائله على أن إدريس لم يكن جدًّا لنوح عليه السلام، وإنما هو من بني إسرائيل، واستشكل بأن قوله تعالى: {وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ} [الأنعام: 84]. إلى آخره يقتضي أن إلياس من ذرية نوح، وقد أجمعوا على أن إدريس كان جدًّا لنوح فكيف يقال: أن إلياس هو إدريس، وقد يجاب: بأنه جد كما دلَّ عليه كلام