وَقَال اللَّهُ تَعَالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46] قَال قَتَادَةُ: "الرِّيحُ: الحَرْبُ.
(باب: ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب) أي: في المقاتلة في أحوالها. (وعقوبة) أي: باب: بيان ما ذكر، وبيان عقوبة.
(من عصى إمامه) أي: بالهزيمة.
({فَتَفْشَلُوا}) أي: فتجنبوا عن عدوكم. ({وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}) أي: قوتكم ودولتكم، وقيل: حربكم وهما متلازمان، وكلٌّ منهم مجاز، وقد ذكر الثاني عن قتادة بقوله: (الريح: الحرب) في نسخة: بدله "يعني: الحرب".
3038 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى اليَمَنِ قَال: "يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا".
[انظر: 2261 - مسلم: 1733 - فتح 6/ 162]
(يحيى) أي: ابن جعفر بن أعين البيكندني، أو ابن موسى بن عبد الله السختياني. (وكيع) أي: ابن الجراح الرؤاسي بضم الراء وبهمزة ممدودة. (عن شعبة) أي: ابن الحجاج. (عن جده) الضمير لسعيد لا لأبيه.
(يسرا) أي: خذا بما فيه التيسر. (ولا تنفرا) أي: لا تذكرا شيئًا تهزمون منه، ولا تقصدا ما فيه الشدة. (وتطاوعا) أي: تحابا.
3039 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَال: سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُحَدِّثُ قَال: جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجَّالةِ يَوْمَ أُحُدٍ،