(بابُ: قولِ الله تعالى {أَوْ صَدَقَةٍ}) أي: باب تفسير ذلك، وقد فسره بقوله: (وهي إطعامُ ستةِ مساكين) لكلِّ مسكينٍ نصفُ صاعٍ.
1815 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَال: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، حَدَّثَهُ قَال: وَقَفَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالحُدَيْبِيَةِ وَرَأْسِي يَتَهَافَتُ قَمْلًا، فَقَال: "يُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، قَال: "فَاحْلِقْ رَأْسَكَ، أَوْ - قَال: احْلِقْ -"، قَال: فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ} [البقرة: 196] إِلَى آخِرِهَا، فَقَال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ تَصَدَّقْ بِفَرَقٍ بَيْنَ سِتَّةٍ، أَوْ انْسُكْ بِمَا تَيَسَّرَ".
[انظر: 1814 - مسلم: 1201 - فتح: 4/ 16]
(سيف) أي: ابن سليمان المكي.
(يتهافت قملًا) أي: يتساقط شيئًا فشيئًا. (يؤذيك) أي: أيؤذيك؟ بتقدير همزة الاستفهام. (بفرقٍ) بفتح الراء وسكونها: مكيالٌ معروفٌ بالمدينةِ يسع ستةَ عشرَ رطلًا: وهي ثلاثهُ آصعٍ. (أو انسك) في نسخةٍ: "أونسك" أي: أو انسك بنسك. (بما) بموحدة، وفي نسخةٍ: "مما"، بميم. (تيسَّر) أي: من أنواع الهدي.
(بابُ: الإطعامِ) بالإضافة، وفي نسخةٍ: بدونها برفع (الإطعام) مبتدأ. (في الفدية نصفُ صاعِ) خبرُ مبتدإِ محذوفِ على جرِّ (الإطعام) وخبرُ (الإطعام) على رفعه.