نفسهِ بالعزيمةِ، وفي أمر غيرهِ بالرخصةِ؛ لأنَّ غيره لا يقوى على مدافعةِ الشهوةِ قوته.
وفي الحديث: ردٌّ على الظاهريةِ القائلينَ بأنَّه لا يجوزُ صلاةُ من حضرَ الطعام بين يديه.
(باب: من كان في حاجةِ أهله فأقيمتِ الصلاة فخرج) أي: بابُ ندبِ خروجِ من كانَ في حاجة أهلهِ إلى الصلاةِ.
676 - حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: "كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ".
[5363، 6039 - فتح: 2/ 162]
(شعبة) أي: ابن الحجاجِ. (الحكم) أي: ابن عتيبةَ: مصغر العتبة. (عن إبراهيمَ) أي: النخعي. (عن الأسودِ) أي: ابن يزيدَ النخعي.
(كان يكون) فائدة تكرير الكونِ: استمرارُه - صلى الله عليه وسلم - على مهنةِ أهلهِ، واسم (كانَ) ضمير والشأنِ، واسمُ (يكون) ضميرُ النبي - صلى الله عليه وسلم -. (في مهنةِ أهله) بفتح الميمِ، وكسرِها، مع سكونِ الهاءِ فيهما، وفتحها في الأولِ، وفي نسخةٍ: "في مهنةِ بيت أهله" وإضافةُ البيتِ فيها إلى أهلهِ؛ لملابسةِ السكنى وإلا فالبيتُ له - صلى الله عليه وسلم -. (تعني) أي: عائشةُ. (بمهنةِ أهلهِ) خدمةِ أهلهِ بالنصبِ على الأصلِ، وبالجر؛ على الحكاية. (فإذا حضرتِ الصلاةُ) أي: وقتها، بأن سمعَ المؤذن، كما في رواية (?).