فيا للنَّاسِ إنَّ قناةَ قومي ... أبتْ بثقافها إلاّ انقلابا

همُ صدعوا الأنوفَ فأوعبوها ... وهمْ تركوا بني سعدٍ يبابا

وقال أيضاً:

كفى بالنَّأي من أسماءِ كافِ ... وليسَ لسقمهِ إنْ طالَ شافي

فيالكِ حاجةً ومطالَ شوقٍ ... وقطعَ قرينةٍ بعدَ ائتلافِ

كأنَّ الأتحميَّةَ قامَ فيها ... لحسنِ دلالها رشأٌ موافِ

من البيضِ الخدودِ بذي سديرٍ ... تنوشُ الغضَّ من ضالٍ قضافِ

أو الأدمِ المرشَّحةِ العواطي ... بأيديهنَّ من سلمٍ النِّعافِ

كأنَّ مدامةً من أذرعاتٍ ... كميتاً لونها كدمِ الرُّعافِ

على أنيابها بعريضِ مزنٍ ... أحالتهُ السَّحابةُ في الرَّصافِ

على أنّي على هجرانِ ليلى ... أمنِّيها المودَّةَ في القوافي

وخلَّةِ آلفٍ بدَّلتُ صرماً ... إذا همَّ القرينةُ بانصرافِ

بحرجوجٍ يئطُّ النِّسعَ فيها ... أطيطَ السَّمهريَّةِ في الثِّقافِ

كأنَّ مواقعَ الثَّفناتِ منها ... إذا بركتْ رئمنَ على تجافي

معرَّسُ أربعٍ متقابلاتٍ ... يبادرنَ القطا سملَ النِّطافِ

فأبقى الأينُ والتَّهجيرُ منها ... صقوباً مثلَ أعمدةِ الخلافِ

تجرُّ نعالها ولها نفيٌّ ... من المعزاءِ مثلُ حصى الخذافِ

كأنَّ السَّوطَ يقبضُ كشحَ طاوٍ ... بأجمادِ اللُّبيِّنِ من جفافِ

شججتُ بها إذا الآرأمُ قالتْ ... رؤوسَ اللاَّمعاتِ من الفيافي

إلى أوسِ بن حارثةَ بن لأمِ ... لربِّكِ فاعملي إن لم تخافي

فما صدعٌ بجبَّةَ أو بشرحٍ ... على زلقٍ ذوالقَ ذي كهافِ

تزلُّ اللَّقوةُ الشَّغواءُ عنها ... مخالبها كأطرافِ الأشافي

بأحرزَ موئلاً من جارِ أوسٍ ... إذا ما ضيمَ جيرانُ الضِّعافِ

وما ليثٌ بعثَّرَ في غريفٍ ... تغنِّيهِ البعوضُ على النِّطافِ

مكبٌّ ما يزالُ على أكيلٍ ... يناغي الشَّمسَ ليسَ بذي عطافِ

بأبأسَ سورةً بالقرنِ منهُ ... إذا دعيتْ نزالِ لدى الثِّقافِ

وما أوسُ بن حارثةَ بن لأمٍ ... بغمرٍ في الحروبِ ولا مضافِ

ثعلبة بن صعير

وقال ثعلبة بن صعير بن خزاعي بن مازن بن عمرو بن تميم، وهي مفضلية قرأتها حفظاً على شيخي ابن الخشاب:

هلْ عندَ عمرةَ من بتاتِ مسافرِ ... ذي حاجةٍ متروِّحٍ أو باكرِ

سئمَ الإقامةِ بعدَ طولِ ثوائهِ ... وقضى لبانتهُ فليسَ بناظرِ

لِعداتِ ذي أربٍ ولا لمواعدٍ ... خلفٍ ولو حلفتْ بأسحمَ مائرِ

وعدتكَ ثمَّتَ أخلفتْ موعودها ... ولعلَّ ما منعتكَ ليسَ بضائرِ

وأرى الغواني لا يدومُ وصالها ... أبداً على يسرٍ ولا لمياسرِ

وإذا خليلكَ لم يدمْ لكَ وصلهُ ... فاقطعْ لبانتهُ بحرفٍ ضامرِ

وجناءَ مجفرةِ الضُّلوعِ رجيلةٍ ... ولقى الهواجرِ ذاتِ خلقٍ حادرِ

تضحي إذا دقَّ المطيُّ كأنَّها ... فدنُ ابنُ حيَّةَ شادهُ بالآجرِ

وكأنَّ عينيها وفضلَ فتانها ... فننان من كنفيْ ظليمٍ نافرِ

يبري لرائحةٍ يساقطُ ريشها ... مرُّ النَّجاءِ سقاطَ ليفِ الآبرِ

فتذكَّرتْ ثقلاً رثيدا بعدما ... ألقتْ ذكاءُ يمينها من كافرِ

فبنتْ عليهِ معَ الظَّلامِ خباءها ... كالأحمسيَّةِ في النَّصيفِ الحاسرِ

أسميُّ ما يدريكِ أن ربَ فتيةٍ ... بيضِ الوجوهِ ذوي ندًى ومآثرِ

حسني الفكاهةِ لا تذمُّ لحامهم ... سبطى الأكفَ وفي الحروبِ مساعرِ

باكرتهم بسباءِ جونٍ ذارعٍ ... قبلَ الصَّباحِ وقبلَ لغوِ الطائرِ

فقصرتُ يومهمُ برنَّةِ شارفٍ ... وسماعِ مدجنةٍ وجدوى جازرِ

حتَّى تولى يومهمُ وتروَّحوا ... لا ينثنونَ إلى مقالِ الزَّاجرِ

ومغيرةٍ سومَ الجرادِ وزعتها ... قبلَ الصَّباحِ بشيَّئآنٍ ضامرِ

تئقٍ كجلمودِ القذافِ ونثرةٍ ... ثقفٍ وعرَّاص المهزَّةِ عاترِ

ولربَّ واضحةِ الجبينِ غريرةٍ ... مثلِ المهاةِ تروقُ عينَ النَّاظرِ

قد بتُّ ألعبها وأقصرُ همَّها ... حتَّى بدا وضحُ الصَّباحِ الجاشرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015