وقدْ زعمتْ بهراءُ أنَّ رماحَنا ... رماحُ نصارى لا تخوضُ إلى الدَّمِ

فيومَ الكلابِ قد أزالَتْ رماحُنا ... شُرحبيلَ إذ آلى أليَّةَ مقسمِ

ليستلبنَّ أدراعَنا فأزالَهُ ... أبو حنشٍ عن ظهرِ شقّاءَ صلْدمِ

تناولَهُ بالرُّمْحِ ثمَّ ثنى بهِ ... فخرَّ صريعاً لليدَينِ وللفمِ

وكان معادِينا تهرُّ كلابُهُ ... مخافَةَ جمعٍ ذِي زُهاءٍ عرمرَمِ

يرَى النّاسُ منّا جلدَ أسْودَ سالخٍ ... وفروةَ ضِرغامٍ من الأسْدِ ضيغَمِ

المرقش الأكبر

وقال المرقّش الأكبر، وهو عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وقيل عوف وهو عم المرقش الأصغر عمّ طرفة، وهي مفضلية، وقرأتها في جملة المفضليات على شيخي ابن الخشاب رحمه الله:

أمِنْ آلِ أسماءَ الطُّلولُ الدَّوارسُ ... تخطِّطُ فيها الطِّيرُ قفرٌ بسابسُ

ذكرتُ بها أسماءَ لو أنَّ وليَها ... قريبٌ ولكنْ حبستنِي الحوابِسُ

ومنزلِ ضنكٍ لا أريدُ مبيتَهُ ... كأنِي بهِ منْ شدَّةِ الرَّوعِ آنسُ

لتبصرَ عينِي أنْ رأتنِي مكانها ... وفي النَّفسِ إنْ خلَّى الطَّريقَ الكواديسُ

وجيفاً وإبساساً ونقْراً وهزَّةً ... إلى أن تكلَّ العيسُ والمرءُ حادسُ

ودويَّةٍ غبراءَ قدْ طالَ عهدُها ... تهالكُ فيها الوردُ والمرءُ ناعسِ

قطعتُ إلى معرُوفِها منكراتِها ... بعيهامةٍ تنسَلُّ واللّيلُ دامسُ

تركتُ بها ليلاً طويلاً ومنزلاً ... وموقدَ نارٍ لمْ ترمُهُ القوابِسُ

وتسمعُ تزقاءُ منَ البومِ حولنا ... كما ضربتْ بعدَ الهدوءِ النّواقيسُ

فيصبحُ باقي رحلِها حيثُ عرّستْ ... منَ اللّيلِ قد دبَّت عليه الرَّوامسُ

وتصبحُ كالدَّوداةِ ناطَ زمامُها ... إلى شُعبِ الجوارِي العوانسُ

ولمّا أضاءَ النّارَ عندَ شِوائِنا ... عرانا عليها أطلَسُ اللَّونِ بائسُ

نبذْنا إليهِ حزَّةً منْ شِوائنا ... حياءً وما فحشِي على منْ أجالِسُ

فآضَ بها جذلانَ ينفضُ رأسَهُ ... كما آبَ بالنَّهبِ الكمِيُّ المخالِسُ

وأعرضَ أعلامٌ كأنَّ رؤوسَها ... رُؤُسُ جبالٍ في خليجٍ تغامسُ

إذا علَمٌ خلَّفتهُ يهتدي به ... بدا علمٌ في الآلِ أغبَرُ طامسُ

تعاللتُها وليسَ طبِّي بدرِّها ... وكيفَ التماسُ الدّرِّ والضّرعُ يابسُ

بأسمرَ عالٍ صدرهُ منْ جلازهِ ... وسائرُهُ منَ العلاقةِ نائسُ

وقال أيضاً:

ألا بانَ جيرانِي ولستُ بعائفِ ... أدانَ بهمْ صرفُ النَّوَى أمْ مخالفي

وفي الحيِّ أبكارٌ سبينَ فؤادَهُ ... علالةُ ما زوَّدنَ والحبُّ شاعفي

دقاقُ الخصورِ لم تعفّرْ قُرونُها ... لشجوٍ ولم يحضرْنَ حمّى المزالفِ

نواعمُ أبكارٌ سرائرُ بدَّنٌ ... حسانُ الوجوه ليّناتُ السّوالفِ

يهدّلنَ في الآذانِ من كلِّ مذْهَبٍ ... لهُ ربدٌ يعيا به كلُّ واصفِ

إذا ظعنَ الحيُّ الجميعُ احتبستهمْ ... مكانَ النَّديم للنَّجيِّ المساعفِ

فصرنَ شقيّاً لا يبالينَ غيّه ... يعوّجْنَ من أعناقِها بالمواقفِ

نشرنَ حديثاً آنساً فوضعنَهُ ... خفيضاً فلا يلغَى به كلُّ طائفِ

فلمّا تبنَّى الحيُّ جئنَ إليهمِ ... فكانَ النّزولُ في حجورِ النّواصفِ

تنزَّلنَ عن دومٍ تهفُّ متونُهُ ... مزيَّنةٌ أكنافُها بالزَّخارِفِ

بودِّكَ ما قومِي على أنْ هجرتُهُمْ ... إذا أشجذَ الأقوامَ ريحُ أظائِفِ

وكانَ الرِّقادُ كلَّ قدحٍ مقرَّمٍ ... وعادَ الجميعُ نجعةً للزَّعانفِ

جديرونَ ألاَّ يحبسُوا مجتدِيهمِ ... للحمٍ وألاّ يدرؤوا قدحَ رادِفِ

عظامُ الجفانِ بالعشيّاتِ والضُّحى ... مشاييطُ للأبْدانِ غيرُ التَّوارفِ

إذا يسروا لم يورثِ اليسرُ بينهُمْ ... فواحشُ ينعَى ذكرُها بالمصايفِ

فهلْ تبلغنِّي دارِ قوميَ جسرَةٌ ... خنوفٌ علنديً جعلدٌ غيرُ شارفِ

سديسٌ عليها كبرةٌ أو بويزلٌ ... جماليَّةٌ في سيرها كالتَّقاذُفِ

وقال المرقش الأكبر أيضاً: السريع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015