.........

وما يطرقه من الحوادث الظاهرة والأمراض الباطنة ونحوها!! فهو؛ وإن عدّه عوامّ الناس ذلّا؛ إلّا أنه غاية الرّفعة والعزّة عند الله وعند أوليائه.

وما العبرة إلّا بهم!! ومن ثمّ وقع للأنبياء- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- من الامتحان العجيب ما هو مشهور؛ زيادة في التشريف، وإعلاما بعلوّ المقام المنيف.

وزاد في رواية النسائي، والطبراني، والبيهقي: «ولا يعزّ من عاديت» بعد قوله «ولا يذلّ من واليت» ، وهذه الزيادة لم يخرّجها الباقون؛ قاله الشوكاني في «العدة» .

قال السيوطيّ رحمه الله تعالى: لا خلاف بين العلماء من أهل اللّغة والحديث والصرف أنّ «يعزّ» : بكسر العين وفتح الياء. قال: وألّفت فيه مؤلّفا سمّيته:

«الثّبوت في ضبط ألفاظ القنوت» . وقلت في آخره نظما:

يا قارئا كتب التّصريف كن يقظا ... وحرّر الفرق في الأفعال تحريرا

«عزّ» المضاعف يأتي في مضارعه ... تثليث عين بفرق جاء مشهورا

فما ك «قلّ» وضدّ الذّلّ مع عظم ... كذا «كرمت علينا» جاء مكسورا

وما ك «عزّ علينا الحال» ؛ أي: صعبت ... فافتح مضارعه؛ إن كنت نحريرا

وهذه الخمسة الأفعال لازمة ... واضمم مضارع فعل ليس مقصورا

«عززت زيدا» بمعنى قد غلبت كذا ... أعنته فكلا ذا جاء مأثورا

وقل إذا كنت في ذكر القنوت «ولا ... يعزّ» يا ربّ من عاديت مكسورا

واشكر لأهل علوم الشّرع إذ شرحوا ... لك الصّواب وأبدوا فيه تذكيرا

وأصلحوا لك لفظا أنت مفتقر ... إليه في كلّ صبح ليس منكورا

لا تحسبن منطقا يحكى وفلسفة ... ساوى لدى علماء الشّرع قطميرا

قال ابن علّان: وقد بقي عليه «عزّ» : بمعنى: قوي، ففي بعض حواشي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015