31- «أعمى العمى.. الضّلالة بعد الهدى» .

المهالك؛ فمن أهمله مرخيّ العنان؛ ينطق بما شاء من البهتان؛ سلك به في ميدان الخطايا والطّغيان، وما ينجى من شرّه إلّا أن يقيّده بلجام الشرع، ولكون جريمته عظيمة جعل له حاجزان: الأسنان والشفتان.

والحديث أخرجه ابن لال والديلمي؛ كلاهما عن ابن مسعود، وأخرجه ابن عديّ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، وإسناده ضعيف؛ كما في العزيزي.

31- ( «أعمى العمى الضّلالة بعد الهدى» ) ؛ أي: الكفر بعد الإسلام، فهو العمى على الحقيقة، والمرتد أسوء حالا من الكافر الأصلي؛ لأنّه لا يرث ولا يورث، وماله فيء، فإن عاد إلى الإسلام عاد إليه ماله ... إلى غير ذلك من أحكام يخالف فيها الكافر الأصليّ.

وهذا الحديث هو قطعة من حديث طويل رواه البيهقي في «دلائل النبوّة» وابن عساكر في «تاريخه» ؛ عن عقبة بن عامر الجهنيّ قال:

خرجنا في غزوة تبوك فاسترقد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذ كان منها على ليلة؛ فلم يستيقظ حتى كانت الشمس كرمح؛ فقال: «ألم أقل لك يا بلال إكلأ لنا الفجر» فقال:

يا رسول الله ذهب بي الّذي ذهب بك! فانتقل غير بعيد، ثمّ صلّى، ثمّ حمد الله، ثمّ أثنى عليه، ثم قال: «أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ... » وهو مذكور بطوله في «الجامع الصغير» ، وكذا رواه العسكري، والديلمي؛ عن عقبة بن عامر، ورواه أبو نصر السجزي في «الإبانة» ؛ عن أبي الدرداء مرفوعا، ورواه ابن أبي شيبة، وأبو نعيم في «الحلية» ، والقضاعي في «الشهاب» ؛ عن ابن مسعود موقوفا. قال بعض شراح «الشهاب» : إنه حسن غريب؛ قاله المناوي على «الجامع» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015