وعن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهما: أنّه صلّى مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من اللّيل، قال: فلمّا دخل في الصّلاة..
قال: «الله أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة» .
عنها، والوقت، والصلاة. والصواب أنّ ما ذكرته من ذلك محمول على أوقات متعدّدة وأحوال مختلفة بحسب النشاط، فكان تارة يصلّي سبعا، وتارة تسعا، وتارة إحدى عشرة؛ وهو الأغلب. انتهى.
وقد كان صلى الله عليه وسلّم تارة يصلي قائما وهو الأغلب، وتارة جالسا؛ ثم قبل الركوع يقوم.
(و) أخرج مسلم، وأبو داود، والترمذيّ؛ في «الجامع» و «الشمائل» ، والنسائي، وابن ماجه مع تخالف في بعضه، وهذا لفظ «الشمائل» : (عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهما أنّه صلّى مع النّبيّ صلى الله عليه وسلّم من اللّيل) أي: في الليل. ولفظ أحمد والنسائي أنّه صلّى معه في ليلة من رمضان.
(قال) - أي: حذيفة- (فلمّا دخل في الصّلاة) ؛ أي: بتكبيرة الإحرام (قال الله أكبر) من كلّ شيء. والظاهر أنّه قال ذلك بعد تكبيرة الإحرام بدليل زيادة الكلمات الآتية، كما قاله العلّامة ملا علي قاري رحمه الله تعالى؛ فيكون هذا صيغة من صيغ دعاء الافتتاح الواردة، ويؤيّد ذلك رواية أبي داود: قال الله أكبر «ثلاثا» .
(ذو الملكوت) أي: صاحب الملك والعزّة، لأن الملكوت- بفتحتين-: الملك والعزّة. وصيغة «فعلوت» للمبالغة، والكثرة، كما في: رحموت ورهبوت.
(والجبروت) - بفتحتين أيضا- أي: الجبر والقهر، والتاء فيه للمبالغة.
(والكبرياء) - بالمدّ- أي: الترفّع عن جميع الخلق مع انقيادهم، والتنزّه عن كلّ نقص، ولا يوصف بهذين الوصفين غيره سبحانه وتعالى.
(والعظمة) : تجاوز القدر عن الإحاطة به.
وقيل: الكبرياء: عبارة عن كمال الذات، والعظمة: عبارة عن جمال الصفات.