[صبر]

الصَبْرُ: حَبس النفس عن الجزع8. وقد صَبَر فلانٌ عند المصيبة يَصْبِرُ صَبْراً. وصَبَرْتُهُ أنا: حبسْته. قال الله تعالى: واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدْعونَ رَبَّهُمْ. قال عنترة يذكر حرباً كان فيها:

فصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً ... تَرْيو إذا نَفْسُ الجبانِ تَطَلَّعُ

يقول: حبستُ نفْساً صابِرَةً. وصَبَرْتُ الرجل، إذا حَلَّفْتَهُ صَبْراً أو قتلْتَه صَبْراً. يقال: قُتِل فلان صَبْراً وحَلَفَ صَبْراً، إذا حُبِسَ على القتل حتى يُقْتَلَ أو على اليمين حتى يَحْلِفَ. وكذلك أَصْبَرْتُ الرجل بالألف. والمَصْبورَةُ، هي اليمين. والمَصْبورَةُ التي نُهيَ عنها، هي المحبوسة على الموت. وكلُّ ذي روحٍ يُصْبَرُ حيّاً ثم يُرْمى حتى يُقْتَلَ قتِل صَبْراً. والتَصَبُّرُ: تكلُّف الصَبْرِ. وتقول: اصْطَبَرْتُ، ولا يقال اطَّبَرْتُ، لأن الصاد لا تدغم في الطاء. فإن أردت الإدغام قلبت الطاء صاداً وقلت: اصَّبَرْتُ. والصَبيرُ: الكفيلُ. تقول منه: صَبَرْتُ أَصْبُرُ بالضم صَبْراً وصَبارَةً، أي كَفَلْتُ به. تقول منه: اصْبُرْني يا رجلُ، أي أعطني كفيلاً. والصَبيرُ: السحاب الأبيض لا يكاد يُمطر. قال الشاعر:

يَروحُ إليهمُ عَكَرٌ تَراغى ... كأنَّ دَوِيَّها رَعْدُ الصَبيرِ

وقال الأصمعي: الصَبِيرُ السحاب الأبيض الذي يُصْبَرُ بعضُه فوق بعض دَرَجاً. والجمع صُبُرٌ. والصَبِرُ: هذا الدواء المرُّ، ولا يسكَّن إلا في ضرورة الشعر. يعقوبُ عن الفراء: الأَصْبارُ: السحائبُ البيضُ، الواحد صِبْرٌ وصُبْرٌ. وأَصْبارُ الإناء: جوانبه. يقال: أخذها بأَصْبارِها، أي تامَّة بجميعها، الواحد صُبْرٌ بالضم. وأدهقْت الكأس إلى أَصْبارِها وأَضمارِها، أي إلى رأسها. قال الأصمعي: إذا لقي الرجل الشدَّة بكمالها قيل: لقيّها بأَصْبارِها. والصُبْرُ أيضاً: قلْب البُصْر، وهو حَرْفُ الشيء وغِلَظه. والصُبْرُ أيضاً: الأرض التي فيها حصباء وليست بغليظة. ومنه قيل للحَرَّةِ: أمُّ صَبَّارٍ. ويقال: وقع القوم في أُمِّ صَبُّورٍ، أي في أمر شديد. وصَبَارَّةُ الشتاء: شدّة برد. والصُبْرَةُ: واحدة صُبَرِ الطعام. تقول: اشتريت الشيء صُبْرَةً، أي بلا وزنٍ ولا كيلٍ. والصُبارةُ: الحجارةُ. قال الشاعر:

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأنَّ المَرْءَ لم يُخْلَقْ صُبارَهْ

ويروى: صَبارة بالفتح، وهو جمع صَبارٍ بالفتح، والهاء داخلة لجمع الجمع، لأن الصَبارَ جمع صَبْرَةٍ، وهي حجارة شديدة. قال الأعشى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015