روى البخاري في صحيحه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقًا وقال خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما قال لي أف قط لا لشىء صنعته ولا لشىء تركته لم تركته.
وقال ابن عمر: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا وكان يقول خياركم أحسنكم أخلاقًا.
وروى البخاري: أن اعرابيًا جذبه برداء عن عاتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جذبة شديدة حتى أثر ذلك في عنقه ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ضحك ثم أمر له بعطاء. فهو النبي الطاهر المطهر أحسن الناس خَلقًا وخُلقًا - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله صلاة دائمة.
وقد عرف له قبل الوحي خلق الخير والزكاء ومجانبة المذمومات والرجس أجمع وهذا هو معنى العصمة وكأنه مفطور على التنزه عن المذمومات والمنافرة لها وكأنها منافية لجبلته وفي الصحيح أنه حمل الحجارة وهو غلام مع عمه العباس لبناء الكعبة فجعلها في إزاره فانكشف فسقط مغشياً عليه حتى استتر في إزاره.
ودعي إلى مجتمع وليمة فيها عرس ولعب فأصابه غشى النوم إلى أن طلعت الشمس ولم يحضر شيئاً من شأنهم بل نزهه الله عن ذلك كله حتى إنه بجبلته يتنزه عن المطعومات المستكرهة فقد كان - صلى الله عليه وسلم - لا يقرب البصل والثوم فقيل له في ذلك فقال إني أناجي من لا تناجون. وانظر لما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة رضي الله عنها بحال الوحي أول ما فجأته وأرادت اختباره فقالت اجعلني بينك وبين ثوبك فلما فعل ذلك ذهب عنه فقالت: إنه ملك وليس بشيطان معناه أنه لا يقرب النساء.
وكذلك سألته عن أحب الثياب إليه أن يأتيه فيها فقال البياض والخضرة فقالت: إنه الملك يعني أن البياض والخضرة من ألوان الخير والملائكة والسواد من ألوان الشر والشياطين وأمثال ذلك.