وفي كل الأحوال فإنه يجب على مناهج التربية -في هذا السياق- التأكيد على الحقائق التالية1:
1- التأكيد على عرض النفس البشرية على أنها حقيقة كونية، وليست مذهبا فلسفيا أو تصورا تختلف فيه المذاهب.
2- التأكيد على أنه لا يمكن إدراك حقيقة الإنسان إدراكا واضحا إلا إذا أدركنا مصدره، ووظيفته الأساسية، ومركزه في الكون، وغاية وجوده الإنساني.
3- النظر إلى الإنسان على أنه مخلوق خاص، ذو كيان متميز، مستخلف في الأرض، ومجهز للنهوض بوظيفة الخلافة على عهد الله وشرطه.
4- التأكيد على أن الإنسان كائن كريم على الله، ذو مركز عظيم في تصميم الوجود، وهو أكرم من كل ما هو مادي؛ لأن كل ما هو مادي مخلوق له.
5- التأكيد على أن الإنسان كائن يتعامل مع الكون كله؛ فهو يتعامل مع ربه، ومع الملأ الأعلى من الملائكة، ومع الجن والشياطين، ومع نفسه، ومع سائر الأحياء الكونية، وهو مجهز بوسائل التعامل مع كل هذا.
6- التأكيد على أن الإنسان مستعد -حسب تكوينه الذاتي- لأن يرتفع إلى أرقى من آفاق الملائكة المقربين، كما أنه مستعد لأن ينحط إلى أدنى من دركات الحيوان البهيم.
7- النظر إلى الإنسان على أنه مصمم على قاعدة الزوجية التي هي خاصية كونية وحيوية، وعلى قاعدة التكامل بين الزوجين لا التماثل، وهي أيضا خاصية كونية وحيوية.
8- التأكيد على أن آصرة التجمع الرئيسية بين أفراد هذا الكائن هي "العقيدة" ذلك أنها العنصر المتعلق بالعنصر الفريد في الإنسان، والذي صار به إنسانا صاحب إرادة واختيار.
9- التأكيد على الأخوة الإنسانية في حس المسلم وشعوره فيما يتعلق بالمشاعر والمعاملة الشخصية، والعدل والقسط والبر ببني آدم جميعا، بل بالأحياء جميعا.