بعد أن تثبت صلاحية المنهج الجديد وفاعليته من خلال الاختبار الميداني, والمراجعة النهائية تأتي مرحلة التنفيذ، وفي هذه المرحلة يطبق المنهج الجديد على نطاق واسع في كل المدارس، وتنفيذ المنهج هنا لا يتم بواسطة مطوريه، وإنما عن طريق المدرسين العاديين, أو الذين أعدوا لذلك من جديد أو دربوا أثناء الخدمة على فلسفة المنهج الجديد, وأهدافه والمهارات والخبرات التي استحدثت والطرائق والوسائل الجديدة، ويجب أن يقتصر دور المطورين هنا على القيام بعمل تقويم ختامي Summative صلى الله عليه وسلمvaluation للمنهج، وقد يقومون أيضا بعقد مقارنة بين نتائج هذا المنهج المطور وبين نتائج المناهج القديمة، أو بينه وبين مناهج أخرى بديلة، ولكن يجب عدم الاعتماد على نتائج الاختبارات التحصيلية في عقد هذه المقارنة؛ لأنها ليست كافية وحدها في عقد هذه المقارنة1.
تعقب عملية التقويم الختامية هذه عمليات تحليل, أو على الأقل مراجعة نقدية للمواد والخبرات التعليمية, والأهداف والوسائل المستخدمة في التقويم، يكون الغرض منها تحديد الأخطاء في عملية التطوير كلها, بما فيها الأفراد الذين اشتركوا في هذه العملية، والطريقة التي عملوا بها, ودور كل فرد وكل فريق، وتحديد إيجابيات وسلبيات كل هذا، واقتراح العلاج لتقليل آثار السلبيات.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
د. علي مدكور