وقت لآخر وفقا لمعطيات الزمان والمكان وحاجات الناس، وقد يجرف هذا التغير ضمن ما يجرف بعض القواعد والأصول الأساسية في فلسفتها ... فهذه النظم تصنع فلسفتها، وتقوم بتغييرها.
وهناك من النظم التربوية ما يتغير مع العصر انطلاقا من قواعده الأصيلة، وأسسه الثابتة، وذلك كالتربية الإسلامية التي تعمل على بناء الإنسان المسلم والمجتمع في كل زمن انطلاقا من قواعدها الربانية، مع استخدام كل ما هو مفيد ونافع من معطيات الإنسان والزمان والمكان، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "الحكمة ضالة المؤمن، حيثما وجدها فهو أحق الناس بها".
والخلاصة، هي أن الأصالة في كل منظومة حضارية، هي أن يجيء العمل نابعا من الأصول الفلسفية والبنى التحتية لكل منها، والمعاصرة هي الأخذ بالوسائل والأساليب وطرائق التفكير والعمل التي تحقق أهداف التربية في كل منظومة، وفقا لمعطيات الزمان والمكان والإنسان.
وإذا كانت التربية ثابتة فيما يتصل بأهدافها العامة كبناء الإنسان العابد لله، القادر على القيام بحق الخلافة في الأرض وفق منهج الله، وإذا كانت ثابتة أيضا فيما يتصل بمحتواها الخاص بالحقائق والمعايير والقيم الإلهية الثابتة، فإنها متغيرة فيما يتصل بالخبرات والمعارف والمهارات الإنسانية المتطورة، حيث إنها تعد الإنسان الذي يعمر الحياة ويرقيها في كل زمان وفي كل مكان وفق ظروف الزمان والمكان ومعطيات الإنسان.