إذن فالتنظيم المحوري يدور حول الأمور العامة المشتركة التي ينبغي أن يدرسها جميع الطلاب في صف معين أو في مرحلة معينة.
وهناك بالتأكيد أمور أخرى تتصل بالميول والقدرات والاستعدادات الخاصة لكل طالب، وهذه تأتي خارج الدائرة المحورية.
وبذلك فالتنظيم ذو شقين:
- شق إجباري، يلتزم به جميع الطلاب في صف معين أو مرحلة معينة.
- وشق اختياري تطرح فيه مجموعة من المواد الاختيارية والمناشط المدرسية يختار الطلاب من بينها ما يتسق مع حاجاتهم وميولهم وقدراتهم واستعداداتهم الخاصة.
ويتضح من هذا التنظيم المنهجي أنه يقوم على أساس تحديد المشكلات والحاجات بشقيها الشخصي والاجتماعي عن طريق البحث العلمي، وقيام التنظيم المحوري حولها، دون الالتزام بالمنهج التخصصي الذي يفرض طبيعة المادة التعليمية, ومنطقها وتسلسلها في المقام الأول.
وهذا التنظيم المحوري بشقيه الإجباري والاختياري يعتبر الإرشاد والتوجيه الطلابي ركنا أساسيا فيه1، حيث إن هذا ضروري للوقوف على حاجات الطلاب ومشكلاتهم وقدراتهم واستعداداتهم، كما أنه ضروري أيضا لمشاركتهم المعلم في وضع الخطة واقتراح التفاصيل، كما أنه تنظيم يعتمد أسلوب حل المشكلات وسيلة للتعليم الفعال، كما يمكن تطبيقه بنجاح في المرحلتين: الإعدادية والثانوية.
رابعا: تنظيم الوحدات، وهو تنظيم قصد به تنظيم المحتوى في صورة معلومات مترابطة وخبرات متكاملة حول المحاور الأساسية المراد دراستها، وبذلك يتم القضاء على ظاهرة التفتيت والتجزيء الشائعة, خاصة في تنظيم المواد الدراسية المنفصلة، وتنظيم منهج النشاط والمشروعات الذي لم يكتب له البقاء والاستمرار طويلا.
ويقوم تنظيم الوحدات على أساس تكامل المعرفة الإنسانية، فالمعرفة الإنسانية متكاملة في مصدرها؛ فهي من خلق الله، ومتكاملة في وظيفتها في الحياة، ومتكاملة في غاياتها، كما يقوم هذا التنظيم على أساس التكامل في شخصية الإنسان، فالإنسان بروحه وعقله وجسمه كل واحد لا يتجزأ، ومصدره واحد وهو الله، ووظيفته هي إعمار الحياة، والمعرفة المتكاملة هي وسيلته في القيام بوظيفته