3- تحقيق الإيمان والفهم لحقيقة الألوهية:

إن تعميق الإيمان بالله في نفوس الأجيال يتوقف -بلا شك- على فهمهم لحقيقة الألوهية، وبالرغم من أن الحقيقة الإلهية الكلية المطلقة أكبر من مجال إدراك الكينونة البشرية الجزئية المحدودة الحادثة الفانية، لكن حسب الإنسان منها ما يصلح به تصوره، وما يستقيم به فكره، وما يصلح به ضميره، وما تنتظم به حياته، وما يعرف به حقيقة مركزه، ودائرة سلطانه، ومقتضيات عبوديته لهذه الألوهية1.

إن منهج التربية يربي "الإنسان".. "والإنسان لا يملك أن يكون شيئا في واقع هذه الأرض، ولا يملك أن يكون شيئا في حساب هذا الوجود.. سواء في عالم الغيب أو في عالم الشهادة.. ولا يستطيع أن يكون قوة فاعلة، وأن يكون له دور إيجابي، وأن يحقق غاية وجوده الإنساني -كما أرادها الله- إلا أن يمتلئ حسه وضميره، وقلبه وعقله، وكينونته كلها بحقيقة الألوهية، وما لم يدرك على وجه اليقين الواضح، والجزم الحاسم، ما تتطلبه منه علاقته بهذه الحقيقة فإنه لن يقوى على الكفاح والصمود، والمضي قدما في الطريق الكئود، لإنشاء الواقع الجديد، ويشهد في نفسه وفي غير ميلاد الإنسان الجديد.

"إنه مطلوب منه أن يغير وجه العالم، وأن يقيم عالما آخر، يقر فيه سلطان الله وحده، ويبطل سلطان الطواغيت، عالما يعبد فيه الله وحده -بمعنى العبادة الشامل-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015