كتابُ الحَبْس

تحصيل مشكلات هذا الكتاب، وجملتها أربع مسائل:

المسألة الأولى في الحبس المُبهم والمُفَسَّر

والحبس له ثلاثة ألفاظ: حبس، وصدقة، ووقْف.

وأحكامها: تتَّفِق تارةً، وتختلف تارة.

ولفظ الحبس لا يخلو: [من وجهين] (?): إمّا أن يكون مُبهمًا، وإمّا أن يكون مُفَسَّرًا.

فإن كان مُبهمًا كقولهُ: داري حَبْس، فلا خلاف في المذهب أنها وقفٌ مؤبدٌ، لا تَرْجِعُ ملكًا، وتُصْرَف للفقراء والمساكين، إلا أن يكون بموضعه عُرْفٌ لمصارفِ الأحباس، ومقاصد المُحْبسين، فيُحمل عليه، كقول مالك في "الكتاب": إلا أن يكون بالإسكندرية رحل ما يحبس الناس بها في السبيل، فيجتهدُ في ذلك الوالي.

وأمّا المُفسَّر: فلا يخلو من وجهين:

أحدهما: أن يكون مُقيدًا بأمرٍ مخصوص.

والثاني: أن يكون مُفسرًا غير مُقيدٍ بأمرٍ ما.

فالجواب عن الوجه الأول: إذا كان الحبسُ مُقيدًا بصفةٍ، أو أَجَلٍ، أو شرطٍ، فالحكمُ يختلف باختلاف التقييد، والألفاظ التي بها حُبِس.

فإن قال: حبسٌ، أو قال: وقفٌ، أو قال: صدقةٌ، بشهرٍ أو سنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015