فالكلام في هذه المسألة في ثلاثة أسئلة:
أحدها: أن يموت الرسول، ولم يعلم ما فعل بالمال.
والثاني: [أن يدعي] (?) أنه لم يجد المبعوث إليه، وأنه قد ردّ المال إلى الدافع.
والثالث: أنه يوصِّلهُ إلى المبعوث إليه، فيدّعي أنه قد بعثَهُ إليه صلة أو صدقة، والباعث منكر.
فالجواب عن السؤال الأول: إذا مات الرسول قبل الوصول أو بعده، وأنكر المبعوث إليه بالمال أن يكون قد قبضه، فهل يضمنهُ الرسول في ماله أم لا؟ فالمذهب على أربعة أقوال:
أحدها: أنه ضامن للمال جملة بلا تفصيل، وسواءٌ مات في الطريق أو بعد الوصول [إلى البلد.
والثاني: أنه لا ضمان عليه في ماله جملة مات في الطريق أو بعد الوصول] (?).
والثالث: أنه يضمنه إن مات في الطريق، ولم يوجد معه المال، ولا شيء [عليه] (?) إن مات بعد الوصول، وهو قول مالك في "المدونة".
والرابع: عكس هذا الجواب أنه إن مات في الطريق فلا شيء عليه،