كتاب الشفعة

تحصيل مشكلات هذا الكتاب، وجملتها ثمان عشرة مسألة:

المسألة الأولى في [شفعة] (?) أهل الذمة

والذي نبدأ به: اشتقاق هذا اللفظ وتسميته:

فالشفْعة بسكون الفاء، وقد اختلف في تسميته بذلك على أربعة أقوال:

قيل: مأخوذ من الشفع، وهو ضد الوتر؛ لأن الشفيع يضم هذا المشفوع فيه إلى ماله، فتصير الحصة حصتين والمال مالين.

وقيل: هو من الزيادة؛ لأنه يجمع مال ذلك إلى ماله، ويضيفه إليه ويزيده له، والشفعة: الزيادة؛ قال تعالى: {مَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} (?)، قيل: يزيد عملًا صالحًا إلى عمله، وهو قريب من المعنى الأول.

وقيل: هو من الشفاعة؛ لأنه شفع بنصيبه إلى نصيب صاحبه، وقيل: بل كانوا في الجاهلية إذا باع الرجل حصته أو أملاكه أتى المجاور مشافعًا إلى المشتري ليوليه إياه ليصله بماله، ويخلص له الملك.

فإذا ثبت ذلك: فلا يخلو الشفيع من أن يكون مسلمًا، أو ذميًا.

فإن كان مسلمًا: فلا خلاف في وجوب الشفعة على المشتري -كان مسلمًا أو ذميًا- ثم لا يخلو الثمن الذي اشترى به المشتري إن كان ذميًا أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015