ولا يخلو اختلافهما من أربعة أوجه:
أحدها: أن يختلفا في قدره [أحدهما] (?) يقول: غصبني مائة، ويقول الآخر: خمسين.
والثانى: أن يختلفا في الجنس، يقول: غصبني هذا العبد، ويقول الغاصب: بل هذا الثوب.
والثالث: أن يتفقا في الجنس أنه عبد أو ثوب، فيقول هذا: جيد، ويقول الآخر: ردئ، أو يأتي الغاصب بعبد، فيقول: هذا الذي غصبتك، ويقول الآخر: عبدي أفضل.
والرابع: أن يتفقا أنه العبد، أو الثوب، ويأتي به معيبًا أو خلقًا، فيقول: هكذا كان، ويقول الآخر: بل كان جديدًا أو سليمًا.
فالجواب عن الوجه الأول: إذا اختلفا في المقدار، واتفقا في الجنسية.
فقد اختلف المذهب في ذلك على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن القول فيه قول الغاصب سواء طرحها أو غاب عنها إذا ادعى معرفة ما فيها، وهو قوله في "المدونة" و"العتبية" فيمن انتهب صبرة، والناس ينظرون إليه أن القول [قول الغاصب] (?)، ولم يفصل بين أن يغيب أو يكون قد طرحها.
والثانى: أن القول قول المنتهَب منه، وهو قول أشهب، ومطرف،