الحرم: فتجب طاعته حينئذ على كل حال.
فالحكم بالعدل من أفضل أعمال البر، وأعلى درجات الأجر، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (?)، وقال - صلى الله عليه وسلم - "المقسطون على منابر من نور يوم القيامة على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين" (?)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم القيامة لا ظل إلا ظله" (?)، فبدأ بالإمام العادل.
والجور في الأحكام، واتباع الهوى فيها من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، قال الله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} (?)، يقال: قسط: إذا جار، وأقسط: إذا عدل.
والقضاء محنة، ومن دخله فقد ابتلى بعظيم؛ لأنه قد عرض نفسه للهلاك؛ إذ التخلص على من ابتلى به عسير، وخرج أبو داود عن بريدة الأسلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، ورجل قضى في الناس بجهل فهو في النار" (?).
وروى عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا حكم الحاكم فاجتهد [فأصاب] (?) فله أجران، وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر واحد" (?).