المسألة الأولى في التخيير، هل هو مباح أو مكروه؟

كتابُ التخيير والتمليك

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمدٍ وآله.

تحصيلُ مشكلات هذا الكتاب وجملتها ست مسائل:

المسألة الأولى

في التخيير، هل هو مباحٌ أو مكروهٌ؟

وقد اختلف [المتأخرون] (?) في ذلك على قولين:

أحدهما: أنه مكروهٌ، لأنَّ ذلك يُؤدى إلى إيقاع الثلاث في كلمة واحدة، لنهى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإلى هذا ذهب بعضُ [البغداديين] (?).

[والثانى: أن التخيير مباح إذ ليس بنفس إيقاع الطلاق وإنما هو سبب له وإلى هذا ذهب بعض المتأخرين] (?).

وربَّما استدلَّ قائلَهُ بالآية في أمرِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتخيير وفعلهُ. ولا دليل لهُ فيها، إلا أنَّ الآية إنَّما اقتضت التخيير بين الدنيا والآخرة، ثُمَّ [رجع] (?) الأمر بعد ذلك أنْ اخترنَّ الدنيا للنبى - صلى الله عليه وسلم - في أنْ يُمتِّع أو يُسرِّح، وأنَّ السراح الجميل لا يقتضى البتات بلفظهِ.

فإذا ثبت ذلك: فإن خيَّرها [فاختارت] (?) ما الذي يلزمُ مِن ذلك؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015