المسألة الرابعة عشر
في الحامل: هل تحيض أم لا؟
[فقد] (?) اختلف فيما تراه الحامل من الدَّم، هل هو دَم عِلَّة وفَسَاد أو دم [صِحّة] (?) وجِبِلّة أو أنها تحيض؟
فذهب مالك (?) رحمه الله إلى أنها تحيض، وهو أحد أقاويل الشافعي، وذهب أبو حنيفة إلى أنها لا تحيض، وبه قال أحمد والثوري [وهذا ظاهر قول ابن القاسم في كتاب "محمَّد" في المعتدة تعتبد بثلاث حيض ثم ظهر بها حمل حيث قال: لو علم أن الأول حيض مستقيم لرجمتها، فنفى عن الحامل الحيض] (?).
وسبب الخلاف: تعذر الوقوف على ذلك بالتجربة، [واختلاف] (?) الأمرين، فإنه مرة يكون الدم الذي تراه الحامل دم حيض، وذلك إذا كانت قوة المرأة وافرة، والجنين [ضعيف] (?).
ومرة يكون الدم الذي تراه الحامل [دم علة وفساد] (?) لضعف الجنين ومرضه التابع لمرضها، وضعفها [في الأكثر] (?) فيكون دَم عِلّة وفَسَاد.