وقضاة وشعراء وأخبارهم، والقسم الرابع في أهل خراسان وما وراء النهر من أدباء الدولة السامانية، والغزنوية، وبخارى.

إنه المنهج نفسه، والتقسيم عينه الذي اتبعه ابن بسام في "الذخيرة"، فيقول: وقسمته أربعة أقسام: الأول لأهل خضرة قرطبة وما يصاقبها من بلاد متوسطة الأندلس، ويشتمل من الأخبار وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء ويذكر أسماء من ترجم لهم، وأخبارهم وآثارهم الأدبية، والأحداث التاريخية التي ألمت بتلك المناطق مبتدئًا بالمستعين بالله سليمان ابن الحكم -ومنتهيًا بأبي طالب عبد الجبار من جريرة شقر1 وهذا القسم من الكتاب مطبوع في مجلدين قام على تحقيقه فريق من النابهين من خريجي كلية الآداب، بجامعة القاهرة سنة 1939-1942 على الترتيب.

والقسم الثاني من الكتاب خصصه المؤلف لأهل الجانب الغربي من الأندلس، ذكر فيه إشبيليه وما اتصل بها من بلاد ساحل البحر الرومي "الأبيض المتوسط" ويشتمل على عدد كبير من الأعيان والشعراء والوزراء ابتداء من رأس بني عباد: القاسم بن عباد وانتهاء بالأديب أبي محمد بن سارة الشنتريني2.

والقسم الثالث جعله المؤلف لأهل الجانب الشرقي من الأندلس "ومن نجم من كواكب العصر في أفق ذلك الثغر الأعلى إلى منتهى كلمة الإسلام هناك، وفيه من القصص وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء طوائف3.

والقسم الرابع أفرده المؤلف للوافدين على بلاد الأندلس خلال القرن الخامس الهجري من شعراء وكتاب، وألحق به ذكر طائفة من مشهوري الأدباء والشعراء في إفريقية والشام والعراق لم تطأ أقدامهم أرض الأندلس، ولكن كانت شهرتهم قد طارت إلى سمائه، وآدابهم كانت وصلت إلى محافله وأجوائه4.

ولقد طبع من هذا القسم جانب صغير سنة 1945م يشتمل على أخبار وآثار تسعة شعراء وعلماء المشارقة الوافدين ابتداء من أبي العلاء صاعد اللغوي، وانتهاء بأخبار عبد الكريم بن فضال الحلواني، وهم في مجملهم أعلام مع ذكر كثير من الأحداث التي أوردها المؤلف أثناء الحديث عنهم، وهذا الجانب الذي تم طبعه لا يمثل أكثر من ربع القسم كله، وبذلك يكون المقدار الذي لم يطبع بعد من الذخيرة شاملًا القسمين الثاني، والثالث، وثلاثة أرباع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015